د. نهاد عياد تكتب: التوتر والالتهابات.. الرابط الخفي بين جرثومة المعدة ومتلازمة القولون العصبي

صحفيون
By -


 

بقلم:

د. نهاد عياد

أخصائية التحاليل الطبية والتغذية العلاجية والتجميل غير الجراحي

كاتبة دولية – مدرب دولي معتمد


(البكتيريا الحلزونية – Helicobacter Pylori)


تعد من أكثر أنواع العدوى شيوعًا في العالم. تعيش هذه البكتيريا في الجدران المبطنة للمعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وتؤثر على الجهاز الهضمي بشكل كبير.


تمتاز بشكلها الحلزوني الذي يساعدها على اختراق الطبقة المخاطية في المعدة، مما يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة في البيئة الحمضية. وتُعتبر سببًا رئيسيًا للقرح الهضمية، والتهابات المعدة، وسرطاناتها في بعض الحالات المتقدمة غير الخاضعة للعلاج.


والجدير بالذكر أن للتوتر والتقلبات المزاجية دورًا في ظهور الأعراض وتفاقمها، وليس الإصابة بها.

لهذا أُطلق عليها ( جرثومة المعدة النفسية )


 وقد أثبتت الإحصائيات أن الأشخاص ذوي الحالات النفسية المستقرة يستجيبون بشكل أفضل للعلاج منها عن غيرهم. 

ومن ناحية أخرى، فإن ضعف الجهاز المناعي بسبب الاستسلام للضغوط الحياتية يجعل الجسم أقل قدرة على مواجهة الالتهابات .


أسبابها

 • تنتقل بشكل رئيسي عبر الفم خلال الطعام أو الماء الملوثين.

 • عدم غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل تناول الطعام.

 • تناول الطعام الملوث أو شرب الماء غير المفلتر.

 • استخدام مرافق صرف صحي بها نقص في البنية التحتية.

 • العيش في أماكن مكتظة بالسكان تتشارك نفس المرافق.

 • التواصل المباشر مع المصابين عن طريق اللعاب أو فضلات البراز.


أعراضها


كثير من المصابين لا يلاحظون أعراضًا واضحة لكن حين تظهر قد تشمل: 


 • آلام وحرقة بالمعدة وارتجاع الحمض.

 • انتفاخ.

 • غثيان.

 • تجشؤ وتقيؤ.

 • فقدان الشهية نظرًا لالتهابات المعدة، وبالتالي فقدان الوزن.

 • ضعف عام بسبب قلة تناول الطعام وضعف امتصاصه 

مثل الفيتامينات والمعادن الأساسية للجسم.


تشخيصها


التشخيص المبكر يقي من التقرحات والسرطانات. وتشمل طرق التشخيص:


 • اختبار البراز:

‏ (Stool Antigen Test) 

           يعتبر الأكثر دقة


 • اختبار الدم (Serology): 

للكشف عن الأجسام المضادة للبكتيريا وهو لا يعد من الاختبارات الدقيقة حيث تظل النتيجة إيجابية حتى بعد الانتهاء من العلاج.


             • اختبار الدم الخفي:

‏ (Occult Blood Test) 

يشير إلى وجود القرح


 • اختبار التنفس:

‏ (Urea Breath Test)

تحويل اليوريا إلى غاز كربون يتم قياس نسبته في الزفير بعد فترة قصيرة.


 • التنظير العلوي :

‏(Endoscopy) 

في الحالات الأكثر تعقيدًا ويُستخدم لأخذ عينة من بطانة المعدة (خزعة) للكشف عن وجود البكتيريا.


العلاج


رغم أن جرثومة المعدة شائعة إلا أن التشخيص المبكر والعلاج الصحيح يحمي المريض من المضاعفات الخطيرة ويُفضل أن يتم تحت إشراف الطبيب المختص لضبط الجرعات والمدة

ويشمل :

 • كورس ثلاثي أو رباعي.

 • استخدام نوعين مختلفين من المضادات الحيوية.

 • مثبطات مضخة البروتون (PPI) ومثبطات الحموضة لحماية بطانة المعدة.

 • مع مراعاة إعادة التحاليل بعد مرور شهر من تلقي العلاج.


الوقاية

 • تجنب الأسباب السابق ذكرها.

 • تجنب الأطعمة المحفزة لحموضة المعدة.

 • الحد من تناول الأطعمة المقلية.

 • تجنب اللحوم المصنعة.

 • تناول مكملات البكتيريا النافعة المناسبة بعد استشارة الطبيب.

 • شرب الشاي الأخضر.

 • تناول العسل بشكل دوري.

 • تناول زيت الزيتون.


علاقة الجرثومة بمتلازمة القولون العصبي


وهنا تبرز العلاقة المعقدة بين العامل النفسي والعضوي 

خصوصًا في التقاء جرثومة المعدة مع القولون العصبي


طبقًا للعديد من الدراسات الحديثة 

وُجد أن هناك علاقة طردية بين التوتر والالتهابات في الجهاز الهضمي 

فقد أشارت المجلة الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي

‏ American Journal of Gastroenterology

عام 2023 إلى أن التوتر المزمن يُضعف مناعة الجهاز الهضمي 

مما يزيد من نشاط جرثومة المعدة ويضاعف أعراض متلازمة القولون العصبي 


حيث أنها تُهيج الأمعاء وتؤثر على توازن البكتيريا النافعة بها وهو ما يفاقم بدوره أعراض المتلازمة ويزيد من حدتها


وأشارت أبحاث أخرى في مجلة Gut عام 2022 إلى أن السيطرة على التوتر عبر تقنيات الاسترخاء أو العلاج السلوكي ساهمت في تحسن استجابة مرضى القولون للعلاج الطبي



صحتك في وعيك .. 

فحماية جهازك الهضمي لا تتوقف عند العلاج الدوائي فقط 

بل تشمل أيضًا راحة بالك وتوازنك النفسي وخياراتك اليومية 


✍️ تم نشر هذا المقال سابقًا في صحيفة الشفق – السعودية