بقلم: مهندس/ محمد عاشور
رئيس مجلس إدارة شركة عربيتك لتجارة وتوزيع السيارات
في السنوات الأخيرة، شهدت مصر خطوات متسارعة نحو بناء صناعة سيارات قوية ومتكاملة، تستند إلى رؤية طموحة وموقع جغرافي فريد جعلها نقطة جذب رئيسية لكبرى الشركات العالمية. ومع التغيرات المتسارعة في تكنولوجيا المركبات وتوجه العالم نحو السيارات الكهربائية والمستدامة، أصبحت مصر لاعبًا محوريًا في خريطة صناعة السيارات إقليميًا ودوليًا.
الموقع الاستراتيجي.. بوابة أفريقيا والشرق الأوسط
تتمتع مصر بموقع جغرافي استثنائي يجعلها مركزًا حيويًا يربط بين ثلاث قارات: أفريقيا، آسيا، وأوروبا. هذا الموقع منحها ميزة تنافسية كبيرة في مجال تجميع وتوزيع السيارات، خاصة مع اتفاقيات التجارة الحرة التي تربطها بدول أوروبا، والكوميسا، والعالم العربي، مما يفتح أمامها أسواقًا ضخمة بتكلفة تصدير منخفضة.
كما أن وجود قناة السويس يجعل من مصر محطة لوجستية رئيسية، تُسهل حركة الشحن والتوريد للمواد الخام والمكونات، وكذلك تصدير المركبات إلى الأسواق المحيطة، وهو ما شجع العديد من المصنعين العالميين على الاستثمار في السوق المصري.
بيئة تشريعية محفزة واستثمارات واعدة
قامت الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة بتحديث البنية التشريعية والتنظيمية لصناعة السيارات، من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية لصناعة السيارات، والتي تهدف إلى تعميق التصنيع المحلي، وزيادة نسبة المكوّن المحلي، وتوفير حوافز للمستثمرين والمصنعين، خاصة في مجال السيارات الكهربائية والهجينة.
كما تم إنشاء المجلس الأعلى لصناعة السيارات، وإطلاق مبادرات مثل “مبادرة إحلال المركبات للعمل بالغاز الطبيعي”، ودعم التحول للسيارات الكهربائية عبر تسهيلات جمركية وضريبية.
اهتمام عالمي.. ومشروعات عملاقة
جذبت مصر خلال السنوات الماضية أنظار شركات السيارات الكبرى مثل مرسيدس بنز، وبي إم دبليو، ونيسان، وتويوتا، وستروين، إلى جانب دخول قوي لشركات صينية مثل دونج فينج وجريت وول وشيري. وقد بدأت هذه الشركات في تأسيس مصانع للتجميع المحلي، أو وقّعت اتفاقيات لتصنيع السيارات الكهربائية محليًا بالشراكة مع الحكومة المصرية.
أبرز هذه المشروعات هو التعاون مع شركة دونج فينج الصينية لإنتاج أول سيارة كهربائية مصرية داخل مصانع النصر للسيارات، مما يمثل نقلة نوعية في تاريخ الصناعة المصرية ويعكس جدية الدولة في تبني التكنولوجيا النظيفة.
مستقبل واعد.. ودور القطاع الخاص
المستقبل يحمل فرصًا واعدة للقطاع الخاص في مصر ليكون شريكًا رئيسيًا في تطوير صناعة السيارات، سواء من خلال مراكز الصيانة المعتمدة، أو شبكات التوزيع، أو تصنيع المكوّنات، أو حتى التصدير للأسواق المجاورة.
وفي هذا الإطار، تلعب شركات مثل “عربيتك لتجارة وتوزيع السيارات” دورًا فاعلًا في دعم السوق المحلي، وتقديم حلول متطورة تتماشى مع متطلبات العصر الجديد، بدءًا من بيع السيارات التقليدية وحتى دعم التحول نحو المركبات الكهربائية.
كلمة أخيرة
صناعة السيارات في مصر لم تعد مجرد سوق للاستهلاك أو التجميع فقط، بل أصبحت صناعة استراتيجية مدعومة بإرادة سياسية قوية، وموقع استثنائي، وسوق محلية ضخمة تتجاوز الـ100 مليون مواطن