جمال أيوب عبدالرحمن.. أردني يعيد فن الصقارة إلى الأضواء من قلب الإسكندرية

صحفيون
By -

 


من قلب مدينة الإسكندرية، حيث تتعانق السماء بالبحر، يعيش جمال أيوب عبدالرحمن، رجلٌ تجاوز الأربعين من عمره، يحمل بين يديه تاريخًا من الفروسية والعراقة، ويعيد للأذهان صورة العربي الأصيل بعلاقته الوطيدة مع الطبيعة والحيوانات الجارحة. من مواليد 19 نوفمبر 1977، جمال ليس مجرد مقيم أردني في مصر، بل هو صقّار محترف ومدرّب طيور جارحة، يُعدّ من القلائل الذين يحافظون على هذا الفن التراثي النادر ويورثونه للأجيال الجديدة.


يمتلك جمال خبرة طويلة تمتد لعقود في التعامل مع الصقور والنسور والبوم الجارح، حيث درّب عشرات الطيور على الصيد والطاعة والتفاعل مع الإنسان. لا يكتفي بتدريبها فحسب، بل يقدّم عروضًا حية وتوعوية يلفت بها الأنظار في الفعاليات البيئية والثقافية، مجسّدًا بذلك روح الصقارة التي كانت وما زالت رمزًا للذكاء والصبر والهيبة.



ولعلّ تفرّده لا يكمن فقط في مهارته، بل أيضًا في إصراره على إحياء هذا الإرث العربي في بلدٍ جديد، حيث أصبح أحد أبرز الوجوه المعروفة في عالم تربية الطيور الجارحة بالإسكندرية ومصر عمومًا. ويعمل جمال على نشر ثقافة الصقارة بشكل أخلاقي وإنساني، رافضًا ممارسات الإساءة أو الاتجار غير الشرعي بالطيور.


في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا، يظل جمال أيوب عبدالرحمن صوتًا نادرًا ينادي بالعودة إلى الطبيعة والتواصل معها بطريقة راقية. إنه نموذج للرجل العربي الأصيل الذي لم تفرقه الحدود عن تراثه، بل جعل من هوايته رسالة، ومن مهنته وسيلة للتعليم والمتعة والحفاظ على البيئة.