صقر الكاظم: كيف يجمع بين الفكرة والتقنية والتنمية في منظومة واحدة

صحفيون
By -

 


في زمن تتقاطع فيه المجالات وتتداخل فيه العلوم، يظهر صقر الكاظم كنموذج لجيل جديد من القادة السعوديين الذين ينظرون إلى التنمية لا كغاية، بل كطريقة تفكير. فهو طبيب في الأساس ورائد أعمال بطبيعته، أسس شركة مدلكس القابضة التي تضم مجموعة من المشاريع تجمع بين التقنية والتعليم والتصميم والإدارة. كل مشروع في هذه المنظومة يقوم على فكرة واضحة: تحويل المعرفة إلى حلول واقعية تضيف قيمة للناس وللشركات على حد سواء.

بدأت رحلة صقر في عالم الطب، حيث تعلم أن الدقة والمسؤولية والتعاطف ليست مجرد مهارات بل أسلوب في التفكير. ومع الوقت اختار أن يوسع هذا النهج إلى مجالات أوسع، فحوّل خبرته الطبية إلى منهج في بناء الأنظمة التي تساعد الناس على التعلم والإبداع والعمل بفعالية. بالنسبة له، كانت الطب نقطة البداية التي علمته كيف يفهم التفاصيل ويربطها بالصورة الكبرى، وهي الفلسفة التي أصبحت أساس كل مشاريعه اللاحقة.

تأسست شركة مدلكس القابضة لتكون كيانًا يجمع المشاريع التي تستجيب لاحتياجات حقيقية وتفتح آفاقًا جديدة للمجتمع. فكرة صقر بسيطة وواضحة: عندما توجد مشكلة يمكن حلها بالمعرفة والتقنية والفكر، يجب بناء مشروع يعالجها بعمق واحتراف.


اليوم تضم الشركة ثلاث مبادرات رئيسية.

روك سوفت (RockSoft): شركة سعودية روسية متخصصة في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة. تضم فريقًا من المهندسين والمحللين والمخططين، وتعمل على تطوير منصات رقمية ذكية تساعد المؤسسات على تحسين الأداء واتخاذ قرارات دقيقة.

أكاديمية سرافا (SRAFA Academy): أكاديمية دولية أسسها خبراء سعوديون وروس، تجمع بين الطب الجمالي والعلم في منظومة تعليمية واضحة ومنهجية، وتهدف إلى تقديم تدريب مهني منظم يمنح المتخصصين الثقة في الممارسة ويعزز جودة الأداء.

استوديو كاديم (Kadem Studio): استوديو استراتيجي يجمع بين الاستشارات والتصميم البصري، يساعد الشركات على صياغة استراتيجيات واضحة وتنظيم عملياتها وبناء هوية بصرية تعكس رؤيتها وتعزز حضورها في السوق.

يقول صقر الكاظم: "مدلكس القابضة لم تُنشأ لمجرد جمع الشركات، بل لتوحيد الأفكار. أؤمن أن كل مشروع يجب أن يبدأ من حاجة حقيقية ومن فكرة قادرة على تحسين واقع الناس. نحن نربط بين الفكر والإنسان والتقنية، لأن المعرفة لا تكتمل إلا حين تتحول إلى نتيجة ملموسة."

يمتد نشاط صقر بين الرياض وموسكو، حيث يقود فرق عمل دولية ويطور مشاريع تجمع بين خبرات مختلفة من مجالات متعددة. ويرى أن تبادل الخبرات والمعرفة بين الثقافات هو أحد أهم مفاتيح النمو الحقيقي. كما يؤكد أن انفتاح المملكة العربية السعودية على العالم اليوم يمثل فرصة فريدة لبناء شراكات حقيقية تعيد تعريف التعليم والتقنية والإدارة في المنطقة.

يقول صقر الكاظم: "أبحث دائمًا عن الرابط الإنساني في كل ما أقوم به، في التحديات والطموحات والأفكار. من المهم أن يشعر كل شخص في الفريق أن عمله له معنى وأن نتائجه تحدث فرقًا. عندما تكون التقنية في خدمة الإنسان، تصبح طاقة حقيقية تدفع العالم إلى الأمام."

يتحدث صقر الكاظم بهدوء وثقة. مسيرته ليست سلسلة من المشاريع فقط، بل تطور مدروس لأفكار تهدف إلى تمكين الإنسان وبناء بيئة قائمة على الوعي والعمل. ويختتم حديثه قائلاً: "القيمة الحقيقية لأي فكرة تظهر عندما تتحول إلى فعل. لا تنتظر أن يُفتح لك الباب، اصنع بابك بنفسك ودع الآخرين يعبرون من خلاله."

Tags: