بقلم: د. فايدة كامل – أخصائية تعديل سلوك وصحة نفسية وتخاطب وتنمية بشرية ودعم أسري
يُعدّ التلعثم أو التأتأة من أكثر اضطرابات النطق شيوعًا بين الأطفال، وغالبًا ما يُثير قلق الأهل عند ملاحظتهم أن طفلهم يكرّر الحروف أو يتوقف فجأة أثناء الحديث.
لكن الحقيقة أن التلعثم لا يعني دائمًا وجود مشكلة دائمة، بل قد يكون جزءًا طبيعيًا من مراحل تطور اللغة، خاصة في عمر ما بين سنتين وخمس سنوات.
ما هو التلعثم؟
هو اضطراب في انسياب الكلام يظهر في صورة تكرار مقاطع أو حروف مثل “بـبـبـابا”، أو توقف مفاجئ أثناء الحديث، وأحيانًا يصاحبه شدّ في نطق بعض الأصوات أو حركات لا إرادية في الوجه أو الرقبة.
أسباب التلعثم المحتملة
تتعدد الأسباب بين الوراثة والعوامل النفسية وطبيعة البيئة المحيطة، ومن أبرزها:
1. عوامل وراثية لدى العائلة.
2. التطور اللغوي السريع الذي يتجاوز قدرة الطفل على التحكم في النطق.
3. الضغوط النفسية أو الخوف أو المقارنة المستمرة بالآخرين.
4. المقاطعة المتكررة أثناء حديث الطفل أو تصحيح أخطائه باستمرار.
5. في حالات نادرة، قد تكون هناك أسباب عصبية تتعلق بالدماغ وعضلات النطق.
متى يصبح التلعثم مقلقًا؟
يحتاج الأهل إلى استشارة مختص في الحالات التالية:
• استمرار التلعثم لأكثر من ستة أشهر دون تحسن.
• زيادة التلعثم مع القلق أو في وجود الغرباء.
• تجنّب الطفل للكلام أو شعوره بالإحباط.
• ظهور حركات جسدية مصاحبة أو شدّ في الوجه أثناء الحديث.
طرق التعامل والعلاج
• منح الطفل وقتًا كافيًا لإكمال كلامه دون مقاطعة.
• التحدث معه بهدوء وبنبرة مطمئنة.
• تشجيعه ومدحه على محاولاته بدلاً من التركيز على الأخطاء.
• تهيئة بيئة مريحة خالية من التوتر أو الضغط.
• اللجوء إلى جلسات التخاطب لعلاج اضطرابات النطق.
• تقديم الدعم النفسي عند وجود قلق أو خجل من التحدث أمام الآخرين.
كلمة أخيرة
التلعثم ليس عيبًا ولا ضعفًا، بل مرحلة مؤقتة تحتاج إلى تفهّم وصبر واحتواء.
ومع الدعم الأسري والعلاج المناسب، يستطيع الطفل تجاوزها بثقة واستعادة طلاقته في الكلام والتعبير