المولد النبوي… احتفال بالمحبة وتجديد للعهد

صحفيون
By -


 ✍️ بقلم: محمد عبدالمعوض الجلّادي

يطل علينا المولد النبوي الشريف كل عام محمَّلًا بعبق المحبة والرحمة، فنستحضر ذكرى ميلاد من أرسله الله رحمة للعالمين، سيدنا محمد ﷺ. إن الاحتفال بهذه المناسبة الكريمة ليس مجرد تقليد عابر أو بدعة كما يظن البعض، بل هو تعبير صادق عن محبتنا لنبينا الكريم واعتزازنا برسالته الخالدة التي أضاءت دروب الإنسانية.

غير أن هذا الاحتفال لا يكتمل بالمظاهر الخارجية وحدها؛ فالحب الحقيقي للنبي ﷺ لا يُترجم بزينة الشوارع أو الأناشيد فقط، بل يتحقق حين نغوص في سيرته العطرة ونعود إلى هديه في تفاصيل حياتنا. فما أكثر ما نواجهه اليوم من تحديات اقتصادية وأسرية وأخلاقية، وما أحوجنا إلى قيم الصدق، والأمانة، والرحمة، والتسامح التي دعا إليها النبي ﷺ وجعلها نبراسًا لأمته.

إن المولد النبوي الشريف فرصة لمراجعة الذات وإعادة ترتيب الأولويات: كيف نتعامل مع أبنائنا وأسرنا كما كان يفعل؟ كيف نحيي خُلق الصدق في أعمالنا؟ كيف ننشر الرحمة بين الناس؟ وكيف نمد يد العون للفقير والمحتاج؟

ولعل أجمل أشكال الاحتفال بمولده ﷺ أن يكون صدقة ليتم، أو مساعدة لمحتاج، أو نشرًا لعلم نافع، أو إصلاحًا بين متخاصمين. فهكذا نُدخل السرور على قلبه، ونُحيي قيمه في واقعنا، ونجعل من ذكراه منارة تهدي مجتمعاتنا إلى الخير.

إن ذكرى المولد النبوي ليست حدثًا تاريخيًا مضى، بل هي رسالة متجددة في كل عصر، دعوة للعودة إلى النبع الصافي حيث العدل والرحمة والمحبة. فلنغتنم هذه المناسبة لنُجدد العهد مع الله ونقتدي برسوله ﷺ قولًا وفعلًا، حتى نكون بحق من أمته التي شرفها الله بخاتم الأنبياء