محمد أبوالخير ستو .. صوت متفرد في عالم الأدب والسردّ الراقي

صحفيون
By -

 


سطع اسم محمد أبوالخير ستو كاتبًا وروائيًا وسيناريستًا  في السنوات الأخيرة كوميض أدبي نادر، لا يشبه أحدًا ولا يسير على درب أحد، بل يشق طريقه الخاص بين السرد والخيال، بين التجربة والحكمة، وبين الكلمة التي تُروى والكلمة التي تُحس. لم يكن كاتبًا عابرًا في زمن السرعة، بل صوتًا متفرّدًا يتشكّل بالقراءة، ويُصقل بالتأمل، وينمو بهدوء في رحم الكتابة، ينحت صوته الخاص… صوتًا يولد من التجربة، ويتغذى على القراءة، وينمو بالكتابة.


نجح محمد أبوالخير ستو في الجمع بين سحر الأدب وجمال السرد، ليقدّم أعمالًا تلامس القلب، وتغوص في أعماق النفس البشرية، بواقعيةٍ إنسانية ورؤية فنية مدهشة.


ولعلّ مشاركته اللافتة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، إلى جانب عدد من المعارض المحلية والدولية هذا العام، تُجسد هذا الحضور المتجدّد، حيث شاركت مجموعته القصصية "سبت يوليو الماضي"، الصادرة عن دار فاصلة، في معارض الدوحة وأبو ظبي وعمان وغيرها، مقدّمةً نبضًا اجتماعيًا حادًا، وأدبًا واقعيًا يلتقط اللحظات الإنسانية البسيطة في عمقها الأصيل.


كذلك، حضرت روايته الأحدث "ارتياب في المعادي"، الصادرة عن دار ديوان العرب، في عددٍ كبير من المعارض العربية والدولية، وهي عملٌ ينتمي إلى أدب السايكودراما، يأخذ القارئ في رحلة بين الغموض والتشظّي النفسي، بلغة متقنة وحبكة آسرة.



ولا تتوقف إصداراته عند هذا الحد، فقد قدّم أعمالًا نالت إعجاب القرّاء والنقّاد، منها:


"ابنة رئيس" – مجموعة قصصية تنتمي إلى الأدب الرومانسي، تستكشف العلاقات بلغة حسّية وشفّافة؛ وصادرة عن الدار المصرية السودانية الإماراتية.


"تاريخ غير قابل للكسر" – دراسة تاريخية بأسلوب سرديّ أدبي، تستعيد ذاكرة تاريخ لا ينكسر؛ وصادرة عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع.


"جيمس بوند المصري وآخرون" – نصوص تتداخل فيها أجواء البوليسي والفانتازيا في سرد غير تقليدي؛ وصادرة عن دار إبهار للنشر والتوزيع.


المجموعتان القصصيتان: "شارلوك هولمز مصر" و "آه يا زين" – أعمال تزاوج بين التراث الشعبي والخيال بأسلوب سردي مشوّق - صادرتان عن الدار المصرية السودانية الإماراتية.


وقد حصد على هذه الأعمال عددًا من الجوائز الأدبية المرموقة، من أبرزها:


جائزة أفضل عمل أدبي في الأدب التاريخي عن كتاب "تاريخ غير قابل للكسر" (2023).


جائزة أفضل رواية نفسية عن رواية "ارتياب في المعادي" (2024).


جائزة أفضل مجموعة قصصية عن "ابنة رئيس" (2024).


جائزة أفضل قصة قصيرة عن "وبينهما سحر" و"سعيد الآخر" (2023).


ومع ذلك ينظر محمد أبوالخير ستو إلى الجوائز بعين مختلفة، فيقول:

"أؤمن بأن الجوائز لا تصنع كاتبًا، لكنها تشبه الرسائل التي تقول لك: أنت على الطريق… أكمل."


يتّسم مشروع محمد أبوالخير ستو بتنوّع سردي لافت، إذ لا يلتزم بجنسٍ أدبيّ واحد، بل يتنقّل بحرّية بين القصة والرواية والسيناريو والمقال، يكتب بلغة واحدة: لغة الإبداع.



وفي لقاء أدبي، تحدّث عن تأثّره بكبار الأدباء مثل نجيب محفوظ، يوسف إدريس، تشيخوف، ماركيز، وكارلوس زافون، لكنه شدد على أهمية الحفاظ على صوته الخاص، قائلًا:


"كنت أستلهم، وأتعلّم، وأراقب كيف يُخلق الإيقاع، كيف تُنسج الحبكة، ثم أعود إلى ذاتي، إلى لغتي الخاصة، إلى نبرة قلمي، وأبدأ في صوغ ما يُشبهني… لا ما يُشبههم."


أما عن أحدث أعماله، المجموعة القصصية "سبت يوليو الماضي"، فهي – كما يقول – محاولة لتوثيق المشاعر، والقبض على لحظات إنسانية فارقة، تُروى ببساطة موجعة، وصدق لا يتكلّف التأثير.


ويختم الكاتب رؤيته بقناعة لا تهتز:

"المبدع الحقيقي لا يجب أن يخاف من التجربة أو الوقوع في الخطأ، لأن التجريب هو السبيل لاكتشاف الأسلوب والصوت الخاص."


من بين السطور، وبين الحبر والصورة، يواصل محمد أبوالخير ستو رحلته الإبداعية، راسمًا لنفسه ملامح كاتب لا يُشبه أحدًا… بل يُشبه نفسه فقط. (edited)