من قلب مدينة جرجا بمحافظة سوهاج، ظهر اسم كريم محمد عبد الرحيم كأحد الأصوات الشابة التي تشق طريقها بثبات في عالم صناعة المحتوى الرقمي. تخرّج كريم في كلية التجارة، قسم إدارة الأعمال، وكان بإمكانه أن يسلك طريقًا تقليديًا كسائر الخريجين، لكنه اختار أن يستخدم ما لديه من وعي وثقافة في مجال مختلف تمامًا: منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها "تيك توك".
ما يميز كريم أنه لا يسعى للانتشار السريع عبر "الترندات"، بل يعتمد على تقديم محتوى نابع من واقعه، مستوحى من الحياة اليومية في المجتمع المصري، وخاصة المجتمع الصعيدي الذي لا يُعطى غالبًا ما يستحقه من تسليط الضوء. مقاطع الفيديو التي يقدمها تتناول قضايا مجتمعية، مواقف حياتية، ونصائح شبابية تمس وجدان المتابع، مستخدمًا أسلوبًا عفويًا بسيطًا، يجعل المشاهد يشعر وكأن كريم يتحدث نيابة عنه.
رغم المنافسة الشديدة على المنصة، والكمّ الهائل من صناع المحتوى، استطاع كريم أن يخلق لنفسه مساحة خاصة بفضل التزامه بالأصالة واحترامه لجمهوره. لم يلجأ للجدل المفتعل أو الإسفاف، بل حافظ على هوية نابعة من قيمه الصعيدية وتربيته، وظهر بصورة الشاب الواعي الذي يعبّر عن جيله بصدق.
كريم محمد عبد الرحيم هو نموذج حيّ للشباب الصعيدي الطموح، الذي يعرف كيف يستخدم أدوات العصر الحديث ليبني لنفسه مستقبلًا مشرقًا، دون أن يتخلى عن أصالته وجذوره.
